شارب الخمر على الصراط
ذكر أن شراب الخمر إذا أتوا على الصراط تخطفهم الزبانية فتهوي بهم إلى عين الخبال وهي قيح أهل النار فيسقون بكل كأس شربوا من الخمر في الدنيا شربة من الخبال لو أن تلك الشربة تصب من السماء السابعة لأحرقت السماوات والأرضين بمن فيهن ومن عليهن.
والأصل في شارب الخمر أنه يخطف من على الصراط لأنه ليس في وجهه نور لأن النور لا يكون من العمل الصالح وشارب الخمر ليس له عمل صالح والأصل فيه أن الأعمال كلها لا تقبل إلا ممن صلى لأن الصلاة هي رأس الأعمال وشارب الخمر لا تقبل منه صلاة ما دام مصرا على شرب الخمر فإذا لم تقبل منه صلاة فلم لا يقبل منه سائر عمله فيأتي إلى الصراط ووجهه أسود وقد عهد إلى الزبانية الذين على الصراط أن لا يتركوا أن يجوز إلا من له ومن ليس له نور أن يكبوه في النار إلا من تاب وترك الخمر ورجع إلى الله تعالى.
اعلموا أن شارب الخمر إذا تاب وترك الخمر لوجه الله تعالى كان يوم القيامة أفضل وأكثر نورا على الصراط وأسرع جوازا .
المرجع: كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين للشيخ الحافظ ابن الجوزي