|•. المسجد رقم 451 في هولندا .•| دور المسلمين في أوروبا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسجد رقم 451 في هولندا

كتبت: حسناء بوعزة / نهاية الأسبوع الماضي صوتت أغلبية الشعب السويسري لصالح فرض حظر على بناء مآذن جديدة. تسبب القرار السويسري بالكثير من الضجة والمعارضة، لكنه في الوقت نفسه دفع البعض للإبتهاج والهتاف وخاصة بين السياسيين وصناع الرأي الذين يدعون أنفسهم بحمل شعلة الحرية فوق كل شيء.

إنها ظاهرة غريبة لكن متزايدة في السنوات الأخيرة في هولندا: أناس لديهم إعتراضات ضد الإسلام والمسلمين بسبب ما يزعمون تسميته بالطبيعة القمعية للإسلام. هؤلاء أنفسهم لا يترددون في قمع المسلمين وحصرهم في زاوية بسبب عقيدتهم. الحرية بالطبع قيمة رائعة، لكن عندما يتعلق الأمر بالمسلمين يطبقون استثناء بعد الآخر على الرحب والسعة. وهذا بالطبع ترجم في طرح تشريعات قضائية (لكي يحذو حذو سويسرا ويمنعوا بناء المآذن هنا أيضا في هولندا على سبيل المثال) ومقالات رأي عديدة تعتبر المسلمين في هولندا بمثابة آلية خطيرة ولا يمكن الوثوق بها تخطط نحو "زحف إسلامي" في أوربا.

إذا اعتبرت هولندا نفسها بلدا يضمن الحريات الدينية فلا يمكنها فجأة التفرقة بين هذا الأديان. هذا خطأ ومخالف للقانون.. في المرتبة الأولى.
وثانيا: دور المسلمين في أوربا. في السنوات الأخيرة أصبح من الواضح أن وجود المسلمين هنا يشكل أمرا مثيرا للجدل لكثير من الناس. دعني أقولها بصراحة: الكثير من الأوربيين لا يحبون المسلمين. ولذلك أسباب عدة: منها القضايا الإجتماعية، العزلة، وتزايد عدد الأحياء الفقيرة التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين، وأيضا المشاعر المعادية للإسلام بسبب الهجمات الإرهابية والخوف من الأسلمة.

ينظر لبناء المساجد على أنها جزء من أسلمة أوربا. بغض النظر عما إذا كان ذلك صحيح أم لا يجب ألا يصرف النظر عن حق المسلمين بممارسة شعائر عقيدتهم.

ما الذي يدعو الى معارضة بناء المآذن اذا كانت هذه تتكامل مع الصورة العامة للعمران المحلي؟ ما الذي يدفع الى رفض الصلاة في البيت أو الى التعامل بتحفظ من بناء المساجد الجديدة؟ في هولندا يوجد 450 مسجدا. وللأتراك مساجدهم الخاصة كما المغاربة أو الإندونيسيين أو السوريناميون أو الوهابيون والسنة والاخوان المسلمون والليبراليون المسلمون والسلفيون الى آخر القائمة.

يمكن للمرء ان يتفهم أن جزءا من الهولنديين البيض قد ينشغلون بذلك، فهناك حرية الإعتقاد ويجب الحفاظ عليها. نعم المسلمون في هولندا لهم كل الحق في المساواة كمواطنين وممارسة حقهم في الإعتقاد، لكنك عندما ترى أن هناك استياء وجدل وتجد نفسك قادرا على فعل شيء ما لتبديد تلك المخاوف والشكوك، فمعنى ذلك ان لا شيء يستحق المعارضة.

لماذا يصر المسلمون على بناء مسجد رقم 451؟ كم من المساجد يحتاج المسلمون في هولندا؟ لا أعتقد أن على المسلمين التخلي عن حقهم التنازل عنه، بل فقط أن يأخذوا في الحسبان أن هنالك حساسيات كبيرة تحيط بمثل هذه القضايا وألا يعطوا الجانب الآخر سببا لإثارة القضية أكثر من اللازم.

» مكان في هولندا بدون شوارع